باب الاستثناء

باب الاستثناء
التصنيفات: لا يوجد تصنيفات

باب الاستثناء
وَحُرُوفُ الاسْتِثْنَاءِ ثَمَانِيَةٌ:
وَهِيَ: إِلاَّ، وَغَيْرُ، وَسِوَى، وَسُوَى، وَسَوَاءٌ، وَخَلاَ، وَعَدَا، وَحَاشَا.
فَالمُسْتَثْنَى بِإِلاَّ:
- يُنْصَبُ إِذَا كَانَ الكَلاَمُ تَامّاً مُوجَباً، نَحْوُ: (قَامَ القَوْمُ إِلاَّ زَيْداً)، و(َخَرَجَ النَّاسُ إِلاَّ عَمْرًا).
- وَإِنْ كَانَ الكَلاَمُ مَنْفِيّاً تَامّاً جَازَ فِيهِ البَدَلُ وَالنَّصْبُ عَلَى الاسْتِثْنَاء، نَحْوُ: (مَا قَامَ القَوْمُ إِلاَّ زَيْدٌ، وَإِلاَّ زَيْداً).
- وَإِنْ كَانَ الكَلاَمُ نَاقِصاً كَانَ عَلَى حَسَبِ العَوَامِل، نَحْوُ: (مَا قَامَ إِلاَّ زَيْدٌ)، وَ(مَا ضَرَبْتُ إِلاَّ زَيْداً)، وَ(مَا مَرَرْتُ إِلاَّ بِزَيْدٍ).
وَالْمُسْتَثْنَى بِغير، وبِسِوىً، وَسُوَىً، وَسَوَاءٍ، مَجْرُورٌ لاَ غَيْرُ.
وَالمُسْتَثْنَى بِخَلاَ، وَعَدَا، وَحَاشَا، يَجُوز نَصْبُهُ وَجَرُّهُ، نَحْوُ: (قَامَ القَوْمُ خَلاَ زَيْداً وزَيْدٍ)، و(عَدَا عَمْرًا وَعَمْرٍو)، وَ(حَاشَا بَكْراً وَبَكْرٍ).

الاستثناء
(1) الاستثناءُ:معنَاهُ فِي اللُّغَةِ مطلقُ الإخراجِ.
وهُوَ فِي اصْطِلاحِ النّحاةِ عبارةٌ عن الإخراجِ بإلاَّ أوْ إحدَى أخواتِهَا لشيءٍ لولا ذلكَ الإخراجُ لكانَ داخلاً فيمَا قبْلَ الأداةِ.


ومِثَالُهُ
قوْلُكَ: (نَجَحَ التَّلامِيذُ إِلاَّ عَامِراً) فقدْ أخرجتَ بقوْلِكَ: (إِلاَّ عَامِراً) أحدَ التّلاميذِ، وهُوَ عامرٌ، ولولا ذلكَ الإخراجُ لكانَ عامرٌ داخلاً فِي جملةِ التّلاميذِ النَّاجحينَ.


واعلَمْ أنَّ أدواتِ الاستثناءِ كثيرةٌ، وقدْ ذكرَ منْهَا المُؤلِّفُ ثمانِ أدواتٍ، والَّذِي ذكرَهُ منْهَا

عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ:


النّوعُ الأوَّلُ: مَا يَكُونُ حرفاً دائماً، وهُوَ (إلاَّ).

والنّوعُ الثَّانِي: مَا يَكُونُ اسماً دائماً، وهُوَ أربعةٌ، وَهِيَ (سِوَى) بالقصرِ وكسْرِ السِّينِ، و(سُوَى) بالقصرِ وضمِّ السِّينِ، و(سَواءٌ) بالمدِّ وفتحِ السِّينِ، و(غَيْرُ).


والنّوعُ الثَّالثُ: مَا يَكُونُ حرفاً تارةً ويكونُ فعلاً تارةً أخرَى.

وَهِيَ ثلاثُ أدواتٍ،
وَهِيَ: (خَلا) و(عَدا) و(حَاشَا).

حكم المستثنى بإلا:
(2) اعلَمْ أنَّ للاسْمِ الواقعِ بعْدَ (إلاَّ) ثلاثةَ أحوالٍ:

الحالةُ الأوَّلَى: وجوبُ النَّصْبِ عَلَى الاستثناءِ.

الحالةُ الثَّانِيةُ: جوازُ إتباعِهِ لِمَا قبْلَ (إلاَّ) عَلَى أنَّهُ بدلٌ منْهُ، مَعَ جوازِ نصبِهِ عَلَى الاستثناءِ.

الحالةُ الثَّالِثَةُ: وجوبُ إجرائِهِ عَلَى حسبِ مَا يقتضيهِ العَامِلُ المذكورُ قبْلَ (إلاَّ).

وبيانُ ذلكَ أنَّ الكلاَمَ الذي قبْلَ (إلاَّ):
- إمَّا أن يكونَ تامّاً موجباً.

- وإمَّا أن يكونَ تاماً مَنْفِيّاً.

- وإلاَّ يَكُونُ ناقصاً ولا يَكُونُ حينئذٍ إلاَّ منفيّاً.


ومعْنَى كونِ الكلاَمِ السَّابقِ تامّاً: أن يُذكرَ فيهِ المستثنَى منهُ.


ومعْنَى كونِهِ ناقصاً: ألا يُذْكَرُ فيهِ المستثنَى منهُ.



ومعْنَى كونِهِ موجَباً: ألاَّ يسبقَهُ نفْيٌّ أوْ شبهُهُ، وشبهُ النّفِيِ: النّهْيُ، والاستفهامُ.



ومعْنَى كونِهِ منفيّاً: أن يسبقَهُ أحدُ هذِهِ الأَشْيَاءِ.



- فإنْ كانَ الكلاَمُ السَّابقُ تامّاً موجباً
وجبَ نصبُ الاسْمِ الواقعِ بعْدَ (إلاَّ) عَلَى الاستثناءِ نحْوُ قوْلِكَ: (قَامَ القَوْمُ إِلاَّ زَيْداً) وقوْلِكَ: (خَرَجَ النَّاسُ إِلاَّ عَمْراً):


فزيداً وعمْرَاً: مستثنيانِ مِن كلامٍ تامٍّ لذكرِ المستثنَى منْهُ وهُوَ (القَوْمُ) فِي الأوَّلِ و(النَّاسُ) فِي الثَّانِي، والكلاَمُ مَعَ ذَلِكَ موجبٌ لعدمِ تقدُّمِ نفِيٍ أوْ شبهِهِ؛
فوجبَ نصبُهُمَا، وهذِهِ هِيَ الحالةُ الأولَى.




- وإنْ كانَ الكلاَمُ السَّابقُ تامّاً منفيّاً جازَ فيهِ:
-الإتباعُ عَلَى البدليَّةِ.

-أو النَّصْبُ عَلَى الاستثناءِ.