التصنيفات:
لا يوجد تصنيفات
باب ظرف الزمان، وظرف المكان
ظَرْفُ الزَّمَانِ هُوَ: اسْمُ الزَّمَانِ المَنْصُوبُ بِتَقْدِيرِ (في) نَحْوُ: اليَوْمَ، وَاللَّيْلَةَ، وَغُدْوَةً، وَبُكْرَةً، وَسَحَراً، وَغَداً، وَعَتَمَةً، وَصَبَاحاً
وَمَسَاءاً، وَأَبَداً، وَأَمَداً، وَحِيناً، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
ظرف الزمان وظرف المكان(1)
الظّرفُ معنَاهُ فِي اللُّغَةِ: الوِعاءُ.
والمُرَادُ بهِ فِي عُرْفِ النّحاةِ:المفعولُ فيهِ،
وهُوَ نوعانِ:
الأوَّلُ: ظرفُ الزّمانِ.
والثَّانِي: ظرفُ المكانِ.
(2) أمَّا ظرفُ الزّمانِ:فهُوَ عبارةٌ عن الاسْمِ الذي يدلُّ عَلَى الزّمانِ المَنْصُوبِ باللفظِ الدَّالِ عَلَى المعْنَى الواقعِ ذلكَ المعْنَى فيهِ، بملاحظةِ معْنَى (فِي) الدَّالةِ عَلَى الظّرفيةِ، وذلكَ مثلُ قوْلِكَ: (صُمْتُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ) فإنَّ (يَوْمَ الاثْنَيْنِ) ظرفُ زمانٍ مَفْعُولٌ فيهِ، وهُوَ مَنْصُوبٌ بقوْلِكَ: (صُمْتُ) وهذَا العَامِلُ دالٌّ عَلَى معنًى وهُوَ الصِّيامُ، والكلامُ عَلَى ملاحظةِ معْنَى (فِي)
أيْ: أنَّ الصِّيامَ حَدَثَ فِي اليومِ المذكورِ؛ بخلافِ قولِهم: (يخافُ الكَسولُ يومَ الامتحانِ) فإنَّ معْنَى ذلكَ أنَّهُ يخافُ نَفْسَ يومِ الامتحانِ وليْسَ معنَاهُ أنَّهُ يخافُ شيئاً واقعاً فِي هذَا اليومِ.
واعلَمْ أنَّ الزّمانَ ينقسمُ إلَى قِسْمَيْنِ:
الأوَّلُ المختَصُّ.
والثَّانِي: المُبْهَمُ.
أمَّا المُخْتَصُّ فهُوَ (مَا دَلَّ عَلَى مِقْدَارٍ مُعَيَّنٍ مَحْدُودٍ مِنَ الزَّمَانِ).
وأمَّا المُبْهَمُ فهُوَ: (مَا دَلَّ عَلَى مِقْدَارٍ غَيْرِ مُعَيَّنٍ وَلا مَحْدُودٍ).
ومِثالُ المختصِّ:
الشّهرُ، والسَّنَةُ، واليومُ، والعامُ، والأسبوعُ.
ومِثالُ المبهَمِ:
اللحظةُ، والوقتُ، والزّمانُ، والحِينُ.
وكلُّ واحدٍ مِن هذينِ النّوعينِ يجوزُ انتصابُهُ عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ فيهِ.
وقدْ ذكَرَ المُؤلِّفُ من الألفاظِ الدَّالَّةِ عَلَى الزّمانِ اثنيْ عشَرَ لفظاً.
(3) الأوَّلُ: (اليَوْمَ) وهُوَ طلوعُ الفجرِ إلَى غروبِ الشّمسِ، تقُولُ: (صُمْتُ اليَوْمَ) أوْ (صُمْتُ يَوْمَ الخَمِيسِ) أوْ (صُمْتُ يَوْماً طَوِيلاً).
(4) والثَّانِي: (اللَّيْلَةَ) وَهِيَ مِن غروبِ الشّمسِ إلَى طلوعِ الفجرِ، تقُولُ: (اعْتَكَفْتُ اللَّيْلَةَ البَارِحَةَ) أوْ (اعْتَكَفْتُ لَيْلَةً) أوْ (اعْتَكَفْتُ لَيْلَةَ الجُمْعَةِ).
(5) الثَّالثُ: (غُدْوَةً) وَهِيَ الوقتُ مَا بيْنَ صلاةِ الصّبحِ وطلوعِ الشّمسِ، تقُولُ: (زَارَنِي صَدِيقِي غُدْوَةَ الأَحَدِ) أوْ (زَارَنِي غُدْوَةً).
(6) الرَّابعُ: (بُكْرَةً) وَهِيَ أوَّلُ النّهارِ، تقُولُ: (أَزُورُكَ بُكْرَةَ السَّبْتِ)، و(أَزُورُكَ بُكْرَةً).
(7) الخامسُ: (سَحَراً) وهُوَ آخرُ الليلِ قُبْيَلَ الفجرِ، تقُولُ: (ذَاكَرْتُ دَرْسِي سَحَراً).
(8) السَّادسُ: (غَداً) وهُوَ اسْمٌ لليومِ الذي بعْدَ يومِكَ الذي أنتَ فيهِ، تقُولُ: (إِذَا جِئْتَنِي غَداً أَكْرَمْتُكَ).
(9) السَّابعُ: (عَتَمَةً) وَهِيَ اسْمٌ لثلثِ الليلِ الأوَّلِ، تقُولُ: (سَأَزُورَكَ عَتَمَةً).
(10) الثَّامنُ: (صَبَاحاً) وهُوَ اسْمُ الوقتِ الذي يبتدئُ مِن أوَّلِ نصفِ الليلِ الثَّانِي إلَى الزّوالِ، تقُولُ: (سَافَرَ أَخِي صَبَاحاً).
(11) التَّاسعُ: (مَسَاءً) وهُوَ اسْمٌ للوقتِ الذي يبتدئُ من الزّوالِ إلَى نصفِ الليلِ، تقُولُ: (وَصَلَ القِطَارُ بِنَا مَسَاءً).
(12)العاشرُ: (أَبَداً).
والحادِي عشرَ: (أَمَداً): وكلٌّ منهمَا اسْمٌ للزمانِ المستقْبَلِ الذي لا غايَّةَ لانتهائِهِ، تقُولُ: (لا أَصْحَبُ الأَشْرَارَ أَبَداً) و(لا أَقْتَرِفُ الشَّرَّ أَمَداً).
(13)الثَّانِي عشَرَ: (حِيناً) وهُوَ اسْمٌ لزمانٍ مبهمٍ غيرِ معلومِ الابتداءِ ولا الانتهاءِ، تقُولُ: (صَاحَبْتُ عَلِيًّا حِيناً مِنَ الدَّهْرِ).
(14) ويُلْحَقُ بذلكَ مَا أشبهَهُ مِن كلِّ اسمٍ دَالٍّ عَلَى الزّمانِ:
سواءٌ أكانَ مختصّاً
مثلُ: ضَحْوَةِ، وضحى.
أمْ كانَ مبهماً
مثلُ: وقْتٍ، وساعةٍ، ولحظةٍ، وزمانٍ، وبُرْهَةِ.
فإنَّ هذِهِ ومَا ماثَلَهَا يجوزُ نصبُ كلِّ واحدٍ منْهَا عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ فيهِ.