التصنيفات:
لا يوجد تصنيفات
باب المصدر
المصْدَرُ هُوَ: الاسْمُ المَنْصُوبُ الَّذِي يَجِيءُ ثَالِثاً في تَصْرِيفِ الفِعْلِ، نَحْوُ: ضَرَبَ، يَضْرِبُ، ضَرْباً.
وَهُوَ قِسْمَانِ:
- لَفْظيٌّ.
- وَمَعْنَوي.
فَإِنْ وَافَقَ لَفْظُهُ لفظَ فِعْلِهِ فَهُوَ لَفْظِيٌّ، نَحْوُ: (قَتَلْتُهُ قَتْلاً).
وَإِنْ وَافَقَ مَعْنَى فِعْلِهِ دُونَ لَفْظِهِ فَهُوَ مَعْنَوِيٌّ، نَحْوُ: (جَلَسْتُ قُعُوداً)، وَ(قُمْتُ وُقُوفاً)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
المصدر
(21) قدْ عرَّفَ المُؤلِّفُ المصدرَ بأنَّهُ:
الذي يجيءُ ثالثاً فِي تصريفِ الفِعْلِ.
ومعْنَى ذلكَ أنَّهُ لوْ قالَ لكَ قائلٌ: صَرِّفْ (ضَرَبَ) مثلاً، فإنَّكَ تذكرُ المَاضِيَ أوَّلاً، ثُمَّ تجيءُ بالمُضَارِعِ، ثُمَّ بالمصدرِ، فتقُولُ: ضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْباً.
وليْسَ الغرضُ ههنا معرفةَ المصدرِ لذاتِهِ، وإنَّمَا الغرضُ معرفةُ المَفْعُولِ المطلقِ، وهُوَ يَكُونُ مصدراً، وهُوَ عبارةٌ عنْ:
مَا لَيْسَ خَبَراً مِمَّا دَلَّ عَلَى تَأْكِيدِ عَامِلِهِ، أَوْ نَوْعِهِ، أَوْ عَدَدِهِ.
فقولُنَا: (ليْسَ خبراً) مُخْرِجٌ لمَا كانَ خبراً من المصادرِ، نحْوُ قوْلِكَ: (فَهْمُكَ فَهْمٌ دَقِيقٌ).
وقولُنَا:(ممَّا دلَّ... إلخ)يفيدُ أنَّ المَفْعُولَ المطلقَ ثلاثةُ أنواعٍ:
الأوَّلُ: المُؤكِّدُ لعاملِهِ، نحوُ: (حَفِظْتُ الدَّرْسَ حِفْظاً)، ونحوُ: (فَرِحْتُ بِقُدُومِكَ جَذلاً).
والثَّانِي: المبيِّنُ لنوعِ العاملِ، نحوُ: (أَحْبَبْتُ أُسْتَاذِي حُبَّ الوَلَدِ أَبَاهُ)، ونحوُ: (وَقَفْتُ لِلأُسْتَاذِ وُقُوفَ المُؤَدَّبِ).
والثَّالثُ: المبيِّنُ للعددِ، نحوُ: (ضَرَبْتُ الكَسُولَ ضَرْبَتَيْنِ)، ونحوُ: (ضَرَبْتُهُ ثَلاَثَ ضَرْبَاتٍ).
أنواع المفعول المطلق:
(22)ينقسمُ المصدرُ الذي يُنْصَبُ عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ مطلقٌ إلَى قِسْمَيْنِ:
القِسْمُ الأوَّلُ:
مَا يوافقُ الفِعْلَ النَّاصبَ لهُ فِي لفظِهِ، بأنْ يكونَ مشتمِلاً عَلَى حروفِهِ، وفِي معنَاهُ أيضاً بأنْ يكونَ المعْنَى المُرَادُ من الفِعْلِ هُوَ المعْنَى المُرَادَ من المصدرِ، وذلكَ نحوُ: (قَعَدْتُ قُعُوداً)، و(ضَرَبْتُهُ ضَرْباً) و(ذَهَبْتُ ذَهَاباً) ومَا أشبَهَ ذلكَ.
والقِسْمُ الثَّانِي
: مَا يوافقُ الفِعْلَ النَّاصبَ لهُ فِي معناهُ، ولا يوافقُهُ فِي حروفِهِ، بأنْ تكُونَ حروفُ المصدرِ غيرَ حروفِ الفِعْلِ، وذلكَ نحوُ: (جَلَسْتُ قُعُوداً) فإنَّ معْنَى: (جَلَسَ) هُوَ معْنَى القعودِ، وليسَتْ حروفُ الكلمتينِ واحدةً، ومثلُ ذلكَ: (فَرِحْتَ جَذَلاً) و(ضَرَبْتُهُ لَكْمًا)، و(أَهَنْتُهُ احْتِقَاراً)، و(قُمْتُ وُقُوفاً) ومَا أشبَهَ ذلكَ.
واللَّهُ سبحانَهُ وتعالَى أعلَى وأعلمُ.