التوكيد

التوكيد
التصنيفات: لا يوجد تصنيفات

بَابُ التَّوْكِيد
التَّوْكِيدُ: تَابِعٌ لِلْمُؤكَّدِ في رَفْعِهِ وَنَصْبِهِ وَخَفْضِهِ وَتَعْرِيفِهِ.
وَيَكُونُ بِأَلْفَاظٍ مَعْلُومَةٍ، وَهِيَ: النَّفْسُ، وَالعَيْنُ، وَكُلُّ، وَأَجْمَعُ، وَتَوابِعُ أَجْمَعَ، وَهِيَ: أَكْتَعُ، وَأَبْتَعُ، وَأَبْصَعُ.
تَقُولُ: (قَامَ زَيْدٌ نَفْسُهُ)، وَ(رَأَيْتُ القَوْمَ كُلَّهُمْ)، وَ(مَرَرْتُ بَالْقَوْمِ أَجْمَعِينَ).

التوكيد، أنواعه، وحكمه
(1)التّأكيدُ- ويقالُ التّوكيدُ- معنَاهُ فِي اللُّغَةِ: التّقويةُ،
تقُولُ: (أَكَّدْتُ الشَّيْءَ) وتقُولُ: (وَكَّدْتُهُ) أيضاً: إذَا قَوَّيْتَهُ.
و هُوَ فِي اصْطِلاحِ النَّحْويينَ نوعانِ:
الأوَّلُ:التّوكيدُ اللفظيُّ.
والثَّانِي: التّوكيدُ المعنويُّ.
أمَّا التّوكيدُ اللفظيُّ
فيكونُ بتكريرِ اللفظِ وإعادتِهِ بعينِهِ أوْ بمرادفِهِ، سواءٌ كانَ:
-اسماً نحوُ: (جاءَ مُحَمَّدٌ مُحَمَّدٌ).
-أمْ كانَ فعلاً نحْوُ (جاءَ جاءَ مُحَمَّدٌ).
-أمْ كانَ حرفاً نحوُ: (نعمْ نعمْ جاءَ مُحَمَّدٌ).
ونحوُ: (جاءَ حَضَرَ أَبو بَكْرٍ) و(نَعَمْ جَيْرَ جَاءَ مُحَمَّدٌ).
وأمَّا التّوكيدُ المعنويُّ
فهُوَ: (التَّابعُ الذي يَرْفَعُ احتمالَ السَّهْوِ أو التّوسُّعِ فِي المتبوعِ)

وتوضيحُ هذَا أنَّكَ لوْ قلْتَ:
(جاءَ الأميرُ) احتملَ أنَّكَ سَهَوْتَ أوْ توسَّعْتَ فِي الكلامِ، وأنَّ غرضَكَ مجيءُ رسولِ الأميرِ، فإذَا قلْتَ: (جَاءَ الأَمِيرُ نَفْسُهُ) أوْ قلْتَ: (جاءَ الأمِيرُ عَيْنُهُ) ارتفعَ الاحتمالُ وتقرَّرَ عنْدَ السَّامِعِ أنَّكَ لَمْ تُرِدْ إلاَّ مجيءَ الأميرِ نفسِهِ.

وحُكمُ هذَا التَّابعِ أنَّهُ يوافقُ متبوعَهُ فِي إعرابِهِ،
عَلَى معْنَى:
- أنَّهُ إنْ كانَ المتبوعُ مرْفُوعاً كانَ التَّابعُ مرْفُوعاً أيضاً، نحْوُ: (حَضَرَ خَالِدٌ نَفْسُهُ).
-وإنْ كانَ المتبوعُ مَنْصُوباً كانَ التَّابعُ مَنْصُوباً مثلَهُ، نحوُ: (حَفِظْتُ القُرْآنَ كُلَّهُ).
-وإنْ كانَ المتبوعُ مخفوضاً كانَ التَّابعُ مخفوضاً كذلكَ، نحوُ: (تَدَبَّرْتُ فِي الكِتَابِ كُلِّهِ).
-ويتبعُهُ أيضاً فِي تعريفِهِ، كمَا ترَى فِي هذِهِ الأمثْلِةِ كلِّهَا.
ألفاظ التوكيد المعنوي:
(2)للتوكيدِ المعنويِّ ألفاظٌ معيَّنةٌ عَرَفَهَا النّحاةُ مِن تتبُّعِ كلامِ العربِ، ومنْ هذِهِ الألفاظِ:
-النَّفسُ والعينُ، ويجبُ أن يُضافَ كلُّ واحدٍ مِن هذينِ إلَى ضميرٍ عائدٍ عَلَى المؤَكَّدِ- بفتحِ الكافِ-.
-فإنْ كانَ المُؤكَّدُ مفرداً كانَ الضَّميرُ مفرداً، ولفظُ التّوكيدِ مفرداً أيضاً،
تقُولُ: (جَاءَ عَلِيٌّ نَفْسُهُ)، و(حضرَ بكرٌ عينُهُ).
-وإنْ كانَ المؤكَّدُ جمعاً كانَ الضّميرُ هُوَ الجمْعَ ولفظُ التّوكيدِ مجموعاً أيضاً،
تقُولُ: (جاءَ الرّجالُ أنفسُهُمْ) و(حضرَ الكتُّابُ أعينُهُمْ).
-وإنْ كَانَ الْمُؤَكَّدُ مثَنًّى؛ فالأفصحُ أن يكونَ الضَّميرُ مثنًّى، ولفظُ التّوكيدِ مجموعاً،
تقُولُ: (حضرَ الرَّجُلانِ أنْفُسُهُمَا) و(جَاءَ الكاتبانِ أَعْيُنُهُمَا).
ومنْ ألفاظِ التّوكيدِ:
(كلٌّ)، ومثلُهُ (جميعٌ) ويشترطُ فيهمَا إضافةُ كلٍّ منهمَا إلَى ضميرٍ مطابقٍ للمؤكَّدِ،
نحوُ: (جَاءَ الجَيْشُ كُلُّهُ) و(حَضَرَ الرِّجَالُ جَمِيعُهُمْ).
ومن الألفاظِ
(أَجْمَعُ) ولا يُؤَكَّدُ بهذَا اللفظِ غالباً إلاَّ بعْدَ لفظِ (كلٍّ).
ومن الغالبِ قوْلُهُ تعالَى: {فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}.
ومنْ غيرِ الغالبِ
قولُ الرَّاجزِ:
إِذَا ظَلِلْتُ الدَّهْرَ أَبْكي أَجْمَعَا.
وربَّمَا احتِيجَ إلَى زيادةِ التّقويةِ، فجيءَ بعْدَ أجمْعَ بألفاظٍ أُخْرَى، وَهِيَ: (أَكْتَعُ) و(أَبْتَعُ)
و (أَبْصَعُ)، وهذِهِ الألفاظُ لا يؤكَّدُ بهَا استقلالاً،
نحوُ: (جَاءَ القَوْمُ أَجْمَعُونَ، أَكْتَعُونَ، أَبْتَعُونَ، أَبْصَعُونَ)، واللَّهُ أعلمُ.
تدريبٌ عَلَى الإعْرَابِ
أعْرِب الجملَ الآتيَةَ:
(قرأتُ الكتابَ كلَّه).
(زارَنَا الوزيرُ نفسُهُ).
(سلَّمْتُ عَلَى أخيكَ عينِهِ).
(جاءَ رجالُ الجِيشِ كلُّهُمْ أجمعونَ).
1-قرأَ: فِعْلٌ مَاضٍ، مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ عَلَى آخرِهِ منعَ مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسُّكُونِ العارضِ لدفعِ كراهةِ توالِي أربعِ متحرِّكاتٍ فيمَا هُوَ كالكلِمَةِ الواحدة.
والتَّاءُ ضميرُ المُتكلِّمِ فَاعِلٌ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ رفْعٍ.
والكتابَ: مَفْعُولٌ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
وكلَّ: توكيدٌ للكتابِ، وتوكيدُ المَنْصُوبِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
وكلّ مضافٌ.
والهاءُ ضميرُ الغائبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ خفضٍ.

2-زارَ: فِعْلٌ مَاضٍ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَابِ.
نا: مَفْعُولٌ بهِ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ نصْبٍ.
والوزيرُ: فَاعِلُ زارَ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخرِهِ.
ونفسُ: توكيدٌ للوزيرِ، وتوكيدُ المرفُوعِ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
ونفسُ مضافٌ.
والهاءُ ضميرُ الغائبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ خفضٍ.

3-سلَّمتُ: فِعْلٌ وفَاعِلٌ.
عَلَى: حَرْفُ خَفْضٍ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَابِ.
أخِي: مَخْفُوضٌ بعلَى، وعَلامَةُ خفضِهِ الياءُ نيابةً عن الكَسْرَةِ؛ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ.
وأخِي مضافٌ، والكافُ ضميرُ المُخاطَبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ خفضٍ.
عين: توكيدٌ لأخِي، وتوكيدُ المَخْفُوضِ مَخْفُوضٌ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
وعين مضافٌ،
والهاءُ ضميرُ الغائبِ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الكسرِ فِي محلِّ خفضٍ.

4-جاءَ: فِعْلٌ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
رجال: فَاعِلٌ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي آخِرِهِ.
ورجالمضافٌ.
والجِيش: مضافٌ إليْهِ مَخْفُوضٌ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
وكلّ: توكيدٌ لرجال، وتوكيدُ المرفُوعِ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
وكلّ مضافٌ.
وهُمْ: ضميرُ جماعةٍ الغائبيْنَ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ خفضٍ،
أجمعونَ: توكيدٌ ثانٍ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الوَاوُ نيابةً عن الضَّمَّةِ لأنَّهُ جمْعُ مذكَّرٍ سَالِمٌ.

أسْئِلةٌ
س1: مَا هُوَ التّوكيدُ؟
س2: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ التّوكيدُ؟
س3: مثِّلْ بثلاثةِ أمثْلِةٍ مختلفةٍ للتَّوكيدِ اللفظيِّ، مَا هِيَ الألفاظُ التي تُستعملُ فِي التّوكيدِ المعنويِّ؟
س4: مَا الذي يُشترطُ للتوكيدِ بالنّفسِ والعينِ؟
س5: مَا الذي يُشترطُ للتوكيدِ بكلٍّ، وجميعٍ؟
س6: هلْ يُستعملُ (أجمعونَ) فِي التّوكيدِ غيرَ مسبوقٍ بكلٍّ؟
أعْرِب الأمثْلِةَ الآتيَةَ:
(أيُّ إنسانٍ تُرْضَى سجاياهُ كلُّهَا؟)
(الطّلابُ جميعُهُمْ فائزونَ).
(رأيتُ عليّاً نفسَهُ).
(زُرْتُ الشِّيخيْنِ أنفسَهُمَا).