بَابُ مَخْفُوضَاتِ الأَسْمَاءِ

بَابُ مَخْفُوضَاتِ الأَسْمَاءِ
التصنيفات: لا يوجد تصنيفات

مخفوضات الأسماء: 1- المخفوض بالحرف
المَخْفُوضاَتُ ثَلاَثَةُ أَنْوَاعٍ:
- مَخْفُوضٌ بِالحَرْفِ.
- وَمَخْفُوضٌ بِالإِضَافَةِ.
- وَتَابِعٌ لِلْمَخْفُوضِ.
فَأَمَّا المَخْفُوضُ بِالحَرْفِ فَهُوَ: مَا يُخْفَضُ بِمِنْ، وَإِلى، وَعَنْ، وَعَلَى، وَفي، وَرُبَّ، وَالبَاءِ، وَالكَافِ
وَاللاَّمِ، وَحُرُوفِ القَسَمِ، وَهِيَ: الوَاوُ، وَالبَاءُ، وَالتَّاءُ، وَبِوَاوِ رُبَّ، وَبِمُذْ، وَمُنْذُ.
المخفوضات من الأسماء
(1) الاسْمُ المَخْفُوضُ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ؛ وذلكَ لأنَّ الخافِضَ لهُ:
-إمَّا أن يكونَ حرفاً، مِن حروفِ الخَفْضِ التي سبَقَ بيانُهَا فِي أوَّلِ الكتابِ والَّتِي سيذكرُهَا المُؤلِّفُ بعْدَ ذلكَ،
وذلكَ نحوُ: (خالد) مِنْ قوْلِكَ: (أَشْفَقْتُ عَلَى خَالِدٍ) فإنَّهُ مجرورٌ بِعَلَى، وهُوَ حَرْفٌ مِن حروفِ الخفضِ.

-وإمَّا أن يكونَ الخافضُ للاسْمِ إضافةَ اسْمٍ قبلهُ إليْهِ، ومعْنَى الإضَافَةِ:نسبةُ الثَّانِي للأوَّلِ،
وذلكَ نحوُ: (محمَّد) مِنْ قوْلِكَ: (جَاءَ غُلاَمُ مُحَمَّدٍ) فإنَّهُ مَخْفُوضٌ بسببِ إضافةِ (غُلام) إليْهِ.

- وإمَّا أن يكونَ الخافضُ للاسْمِ تبعيَّتَهُ لاسْمٍ مَخْفُوضٍ:
بأنْ يكونَ نعتاً لهُ، نحوُ: (الفاضِل) مِنْ قوْلِكَ: (أَخَذْتُ العِلْمَ عَنْ مُحَمَّدٍ الفَاضِلِ)
أوْ معطوفاً عَلَيْهِ، نحوُ: (خالد) مِنْ قوْلِكَ: (مَرَرْتُ بِمُحَمَّدٍ وَخَالِدٍ)
أوْ غيرَ هذينِ من التّوابعِ التي سبَقَ ذِكْرُهَا
.(2) النّوعُ الأوَّلُ من المَخْفُوضاتِ: المَخْفُوضُ بحَرْفٍ مِن حروفِ الخفضِ؛ وحروفُ الخَفْضِ كثيرةٌ.
- منْهَا:(مِنْ) ومنْ معانيهَا الابتداءُ، تجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والمضمرَ،
نحوُ قولِهِ تعالَى: {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ}.

ومنْهَا:(إلَى) ومنْ معانيهَا الانتهاءُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والمضمرَ أيضاً،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ} وقولِهِ: {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً}.

ومنْهَا:(عَنْ) ومنْ معانيهَا المجاوزةُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والضَّميرَ أيضاً،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ}، وقولِهِ: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.

ومنْهَا:(عَلَى) ومنْ معانيهَا الاستعلاءُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والمضمرَ أيضاً،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الفُلْكِ تُحْمَلُونَ}.

ومنْهَا:(فِي) ومنْ معانيهَا الظّرفيَّةُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والضَّميرَ أيضاً،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} وقولِهِ: {لا فِيهَا غَوْلٌ}.

ومنْهَا:(رُبَّ) ومنْ معانيهَا التّقليلُ، ولا تجرُّ إلاَّ الاسْمَ الظَّاهرَ النّكرةَ،
نحْوُ قوْلِكَ: {رُبَّ رَجُلٍ كَرِيمٍ لَقِيتُهُ}.

ومنْهَا:(البَاءُ) ومنْ معانيهَا التّعديةُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والضَّميرَ جميعاً،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} وقولِهِ: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}.

ومنْهَا:(الكَافُ)ومنْ معانيهَا التّشبيهُ، ولا تجرُّ إلاَّ الاسْمَ الظَّاهرَ،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ}.

ومنْهَا:(اللاَّمُ) ومنْ معانيهَا الاستحقاقُ والمِلْكُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والمضمرَ جميعاً،
نحْوُ قوْلِهِ سُبحانَهُ وتعالَى: {سَبَّحَ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} وقولِهِ: {لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}.

ومنْهَا:حروفُ القسمِ الثّلاثةِ -وَهِيَ: الباءُ، والتَّاءُ، والوَاوُ- وقدْ تكلَّمنا عليْهَا كلاماً مُسْتَوفًى فِي أوَّلِ الكتابِ؛ فلا حاجةَ بنا إلَى إعادةِ شيءٍ منهُ.

ومنْهَا:وَاوُ (رُبَّ) ومِثَالُهَا قولِ امرئِ القيسِ:


وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ
وقوْلُهُ أيضاً:
وَبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خَبَاؤُهَا


ومنْهَا:(مُذْ) و(مُنْذُ) ويجرَّانِ الأزمانَ،
وهمَا يدلاَّنِ عَلَى معْنَى (مِنْ) إنْ كانَ مَا بعدَهمَا ماضياً، نحوُ: (مَا رَأَيْتُهُ مُذْ يَوْمِ الخَمِيسِ)، و(مَا كَلَّمْتُهُ مُنْذُ شَهْرٍ).
ويكونانِ بمعْنَى (فِي) إنْ كانَ مَا بعدَهمَا حاضراً،
نحوُ: (لا أُكَلِّمُهُ مُذْ يَوْمِنَا) و(لا أَلْقَاهُ مُنْذُ يَوْمِنَا).

فإنْ وقعَ بعْدَ (مُذْ) أوْ (مُنْذُ) فِعْلٌ، أوْ كانَ الاسْمُ الذي بعدَه مرْفُوعاً فهمَا اسمانِ.